إن صلاة “تحت ذيل حمايتك نلتجأ يا والدة الله القديسة” هي صلاة قديمة جداً، رفعها المؤمنون المسيحيون طلباً حماية العذراء مريم. نرفعا اليوم أيضاً، في أيامنا هذه التي تسود فيها الأوبئة والأمراض وبخاصة فيروس كورونا. هذه الصلاة ما تزال معروفة حتى يومنا هذا، إذ إنّ مؤمنين كثيرون ما يزالون يرفعونها بلغات مختلفة طالبين شفاعة وحماية مريم العذراء.
وضعت هذه الصلاة باللغة اللاتينيّة بالقرون الوسطى ما بين سنة 800 – 900. ولكن أكتشف لاحقاً ان جذورها تعود الى صلاة أخرى وضعت باليونانية في القرن الثالث ميلادي حوالي سنة 250 م.
وجدت هذه الصلاة أيضا في مصر، على قصاصات من الورق البردي تعود الى القرن الثالث، وهي صلاة كانت قد رفعت من قبل مسيحيين في زمن الأضطهاد.
في منتصف القرن الثالث، أي ما بين سنة 250 و 260، حصل اضطهاد شديد ضد المسيحيين من قبل الأمبراطور ديوكليتانوس، ضد المسيحيين في الأمبراطورية الرومانية وبالأخص في مصر وفي وسط أفريقيا. عانى المسيحيون بشدة من هذا الاضطهاد القاسي، والمبرمج على جميع الأصعدة، السياسية، والأقتصادية، والأجتماعيّة، والكنسية. عندها رأى المسيحيون ان خلاصهم الوحيد هو اللجوء الى رحمة مريم العذراء والدة الأله. تُذَكِرُنا هذه الصلاة بالعقيدة المريمية، فالمؤمنون الذين توجهوا الى مريم العذراء كانوا يرون فيها “والدة الأله”.
تكمن أهميّة عبارة “القديسة مريم والدة الأله” التي نجدها في هذه الصلاة االتي تعود الى القرن الثالث، أنها إنبُقت من ضمير المؤمنين وأيمانهم، ومن التقليد الشعبي وليس من الصلوات الليتورجية. هؤلاء المؤمنون الذين رفعوا هذه الصلاة كانوا يرون في مريم العذراء حقاً هي “والدة الأله”.
أعطى يسوع مريم امّه الى البشريّة عندما كانت وافقت تحت الصليب وأبنها يلفظ أنفاسه الأخيرة، لكيما يستغيثوا بحمايتها كل حين، وبالأخص في وقت الشدائد.
في هذا الزمن الذي يسيطر فيه خطر فيروس كورونا، الذي أصاب ملايين من الأشخاص، وترك وراءه مئات الآلاف من الضحايا … تستطيع مريم ان تساعدنا.
هذه الصلاة التي نعرفها كل حين هي:
“ تحت ستر حمايتك نلتجئ اليكي يا والدة الله القديسة فلا تغفلي عن طلباتنا عند احتياجاتنا اليكِ لكن نجنا من جميع المخاطر على الدوام ايتها العذراء المجيدة المباركة”.