طال انتظار الآباء الكرمليون طويلاً للحصول على مكان لهم في عاصمة الأراضي المقدسة أورشليم، حتى النصف الأول من القرن العشرين. 1934. بداية الأمر أتخذ الكرمليون مسكناً مؤقةً لهم في دير الأباء الدومينيكان، في هذا الوقت كان يسكن في هذا الدير الأب P. Lagrange, op الدومينيكاني، وأفتتح الدير في التاسع من ذار سنة 1932. كان الهدف الرئيسي من هذا الدير تمكين رهبان الكرمل من دراسة الكتاب المقدس. أرّخ أحد الأخوة الدراسين تدشين والفتتاح هذا الدير، وعثرنا عليها في ارشيف الرهبانية الموجود في دير مريم العذراء سيدة حبل الكرمل: “عينت الجماعة الكرمليّة الأولى يوم الخميس الواقع فيه 8 آذار وتألفت من الأب غابينو، والأب كرميلو مع الأخ دانيال. بداية ذهب الأخ دانيال لتهجيز وتحضير الدير ولاحقاً تبعه الأبوان الآخران يرافقهما رئيس دير جبل الكرمل، والأب أغسطينوس وكيل الدير، والأب يوسف رئيس الأقليم الكرملي في سوريا والأب جبرائيل الذي سيعذف ترانيم إحتفال التدشين. دعي الى هذا الأفتتاح حارس الأراضي المقدسة الفرنسيسكاني والأباء الدومينيكان في أورشليم، وأيضاً الأب أدمون رئيس دير الآباء الكرمليين في القاهرة.
بارك الكنيسة والدير صاحب الغبطة بارلاسيني بطريرك اللاتين في أورشليم. وفي اليوم التالي أحتفل المطران فللينجر الأسقف المساعد للبطريرك بالقداس الألهي حسب القداس الخاص بالقديس يوسف، شفيع كنيسة الدير الجديد. وهذا هو عنوان الدير الآباء الكرمليون ص. ب. 1002، أورشليم – فلسطين.
يقع الدير الجديد الذي كان سابقاً مسكناً للآباء الدومينيكان، في شارع دمشق خارج الأسوار وعلى مسافة قريبة من الباب الذي يحمل اسم الشارع نفسه. ومع أن الدير صغير لكنه يحتوي داخل جدرانه على كنيسة صغيرة، وسبعة عشر غرفة للنوم، بالإضافة الى غرف كثيرة أخرى لتسهيل عمل الجماعة. إن الرهبان الثلاثة الذين شكّلوا الجماعة الرهبانية الأولى في هذا الدير جميعهم من التابعيّة الأسبانية، وهم الأب غابينو للقديسة مريم العذراء سيدة الورديّة، والأب كرميلو ليسوع المصلوب، والأخ دانيال للروح القدس. ووضع الدير تحت حماية القديس يوسف شفيع الرهبانيّة الكرمليّة.
وفي الصفحة 85 من المقال، تكلمنا عن الضيوف الذين شاركوا في احتفال التدشين وأفتتاح الدير. هذا الدير الجديد الذي سيستقبل بين جدرانه قريباً رهبان فتيان من كل الأقاليم الكرمليّة الذين أكملوا دروسهم اللاهوتيّة في المعهد العالمي الكرملي في روما. هؤلاء الرهبان سيتابعون سنة دراسية أخرى في الكتاب المقدس. وكانت الموافقة على إقامة هذا الدير الجديد تمّت في المجمع العام للرهبانيّة الكرمليّة، والمجمع المقدس للحياة الرهبانيّة الذي اعطى موافقته يتاريخ الثامن من آب سنة 1932.
عيّن رئيس دير سيدة جبل الكرمل القيام بتنفيذ ما تمّ الموافقة عليه. فصعد الى أورشليم، ولهذه الغاية قدّم له الآباء الدومينيكان للقديس اسطفانس ديراً صغيراً متواضعاً أوى لفترة طويلة مدرسّي المدرسة البيبليّة وعلوم الآثار الفرنسيّة. أمضى الأب لاغرانج سنيه الأولى من عمل المضني في الأراضي المقدسة والتي بلغت إثنتا عشر سنة.
إستقبل رؤساء الرهبانيّة في روما بفرح خبر اختيار المكان، وتكونت الجماعة الأولى من رهبان دير سيدة جبل الكرمل في حيفا، الذين أخذوا على عاتقه شراء ما يحتاجه الدير من أثاث أيضاً.
أما المجموعة الأولى من الأخوة الدراسين وصلت تحت إشراف الأب إيذيدورو لدراسة الكتاب المقدس في أيلول سنة 1934. وكان الأب جبهارد من بين الذين وصلوا الى أورشليم لمتابعة دراستهم اللاهوتيّة في الكتاب المقدس.
P. Óscar I. Aparicio Ahedo, ocd