انها لمناسبة مباركة اليوم،عيد النبي ايليا العظيم ونريد ان نذكر ما هي الصلة بينه وبين يوحنا المعمدان.نردد بقوة وبايمان هذه الحقيقة الايمانية لنا المؤمنون بيسوع المسيح ان يوحنا المعمدان السابق للمسيح عمل بقوة وروح النبي ايليا الحي.
يوميا هنالك العديد من زوار المحرقة ومنهم البعض يتساءل : ما هي اهمية وعلاقة النبي ايليا في حياتبا كمسيحيين؟يسوع يجيب على هذا السؤال بانجيل متى 17، حينما سألوه التلاميذ : “لماذا يقول الكتبة انه يجب ان يأتي ايليا اولا؟”
يسوع يجيب:”نعم ان ايليا اّت وسيصلح كل شيء. ولكن اقول لكم ان ايليا قد أتى، فلم يعرفوه. بل صنعوا به كل ما ارادوا. وكذلك ابن الانسان سيعاني منهم الاّلام”. ففهم التلاميذ انه كلمهم عن يوحنا المعمدان.
الكتبة وحاخامات اسرائيل استرجعوا كلام النبي ملاخيا :”هاءنذا مرسل اليكم ايليا النبي قبل ان يأتي يوم الرب العظيم الرهيب ، فيرد قلوب الأباء الى البنين وقلوب البنين الى ابائهم لئلا اّتي وأضرب الارض بالتحريم”(ملاخيا 3/23-24).
يوحنا المعمدان يجسد روح وقوة ايليا النبي .بالواقع الاثنين تمييزا بقوة الوعظ المبنية على الارتداد والتوبة ضد الازدواجية والفساد الزائف.ايليا / المعمدان هما صورة السابق الذي يهيء “الطريق ليسوع”.
في انجيل متى يسوع يؤكد هذا التشخيص الرمزي :” ان شئتم ان تفهموا فهو ايليا المنتظ رجوعه”(متى 11/14)
من اهم مميزات ايليا النبي هي رجوع الشعب الى الله.هذا ما فعله ايضا يوحنا المعمدان، ان يعيد الشعب الى الله ويهيء طريق الرب.لذلك بكرر ان رسالة ايليا ويوحنا المعمدان كانت مماثلة لكن الطرق لاتمامها كانت مختلفة. العجائب كانت فقط وسيلة.
يوحنا المعمدان بقوة ايليا عليه ان يعظ للتوبة ليهيء القلوب لاستقبال المخلص والرب والاله.
المسيحي هو شاهد للمسيح، وهو الذي يجعله حي في عالمنا اليوم والذي يقرأ علامات العصر.
لهذا الصدد نقتبس من فكر القديسة الكرملية الأخت بنديكتا للصليب(ايديت شتاين) لنظهر مدى قوة المتواضعين في اظهار نمو تاريخ الخلاص.بالدلالة، هذه القديسة الكرمليبة اليهودية التي استشهدت في معسكرات الاعتقال بأوشفيتس تظهر نبؤة القداسة في اقسى اللحظات التاريخية. هي بشخصها كانت نبية وقديسة في خضم الساعات الانسانية المظلمة.
في احلك الليل يظهر كبار الانبياء والقديسين…كم مرة نحن ايضا مدعوون ان نقرأ بطريقة “نبوية” ما يصادف حياتنا اليومية … لكننا للأسف لا نتعرف على من يمثل لنا المسيح اي على من “يسبقه”!!! مع ذلك نعيش بالقرب منهم:لا نستطيع لقاء المسيح بدون هذه الزوجة او هذا الزوج او هذه العائلة او هذا العمل واحيانا المرض …علينا ان نعيش واقعنا اليومي بحلاوته ومره وبرضى لكي نلتقي بيسوع .كل ما نعيشه يهئؤنا لمجيء المسيح .
هذا هو “الأرتداد” والعودة الى الله والذي من اجله النبي ايليا كرس حياته : “حي هو الرب الذي انا واقف امامه”.
علمنا يا رب ان نشعر بوجودك ومرورك ومكوثك معنا خلال حياتنا اليومية بعملنا وعائلاتنا. افتح قلوبنا ونور عقولنا لنكتشف ما يبعنا عنك وقوي ارادتنا لنستطيع ان نختارك دوما….
بيترو براكو كرملي